أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 4 يناير 2016

من دالية الألوان 2 بقلم الشاعر ايمن رزوق




من دالية الألوان 2 بقلم الشاعر ايمن رزوق



أيها...

ياكلاب الكون
ياغجر ..
لم يستشرني أحدٌ كيفَ أموت .
ولم يستشرني أحد كيفَ أحيا .
لا حولَ لي 
ولا قوة لي 
سرقوا صوتي جميعهم
والكل يكذب .
أنا لا أشبهُ أحداً
في هذا العالم ..
أنا غير ما تسمعون ..
أنا غير ما تقرؤون..
...
أنا فيروز الكلام
وديعُ الأغاني ..
شَغفُ داوود بالنساء
وقيامة أدونيس
وسيجارة الماغوط
وطوفانُ علي الجندي
وملاجة محمد عمران
ومدينة اسماعيل عامود
التي لا يسكنها الخوف..
وأنا فايز خضور 
حارس المقبرة.
وأنا أيمن رزوق 
صديق السوريينَ جميعاً
..أهلي وأعرفهم
بيتاً ..بيتاً..
كيفَ وأنا 
سومر وأكاد وآشور
..أنا دمشقُ 
ونهرُ الفرات
لا أعرفُ من يتحدثُ باسمي
ولا رأيَ لي فيما يحدث .
...
سرقوا صوتي
وحروفي
وألواني..
لم أكن في سقيفتهم 
حينَ تقاسموا الحكم
ولا يعنيني من جمعَ القرآنَ
ولا من ركِبَ الَجملَ
ولم أكن في قصرِ يزيدَ
حينَ أحضروا رأسَ الحسين
ولا أعرفُ من رَفعَ القرآنَ
على الرماحِ
ولا من خرجَ رافضاً علياً ومعاوية .
...
أنا ابن أبي
الذي كانَ بائعَ خضار 
في شوارع سلمية .
حرٌ كشجرةِ سنديان
وعنيدٌ كصخرةِ قاسيون
وكثيرُ الدمعِ كأمي ..
...
لم يغسل دماغي أحدٌ
لستُ مُوالٍ
ولستُ معارض..
...
أحبُ الوردَ والنساءَ والحريةَ
أحبُ بيتي وطفولتي
وأحبُ المطرَ والشِعرَ
أكتبُ
وأنا كافرٌ ..بكم
وأعترفُ
نحنُ من أمةٍ 
حقراءَ حينَ نحكم
وحقراء أكثر ..
حينَ نعارض .
-------------- 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق