أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 مارس 2016

أنا و المطر بقلم الشاعر يوسف الياس


أنا و المطر بقلم الشاعر يوسف الياسا



ما أروع الشتاء و الرياح و المطر
روحي أنا تهيمُ بالرياح و المطر 
غريبة قصة حبي للشتاء و المطر
اني أعيشُ الصيفَ و الخريفَ أنتظر
أن تظهرَ في كبد السماءِ غيمةٌ
تطفي الظما في داخلي و تنحسر
فعندما تهب ريحٌ في الربوع عاصفة
و أسمع الرعود فوقي في الفضاء قاصفة
و يلمع برقٌ والسماءُ تنهمر 
و الكلبُ يعوي خلف بابي و يهرّ
تجتاح قلبي مسحةٌ صوفيةٌ 
و تخشعُ نفسي و كياني يستقر
*****
حتى السّماء لاحظت كُثرَ جنوني بالمطر 
فإن أرادت يومَ أن تجلدني 
تقطعُ عني الغيمَ و الرياحَ و المطر 
و عندما يُقْبل تشرينُ و تظهرُ غيمةٌ 
يثور في نفسي حنينٌ صامتٌ
و تحيا بقلبي ذكرياتٌ و صُوَر
أذكرُ أيامَ الطفولةِ و الصبا
و كيف كنّا كالفَراشِ ننتشر
محمدٌ بالطين يبني بيتهُ 
بكلِّ عزمٍ واناةٍ و صبر
و خالدٌ في نشوةٍ متطوعاً 
يرفدهُ بالماء من احدى الحُفر
و أحمدٌ يأتيهمُ مداعباً 
يهدمُ كلّ ما بنوا و يعتذر
و خالدٌ يجمع ماء الساقية
في سدِّ طينٍ بعد حينٍ يندثر
و راشدٌ يجمع من زهر الربيعِ 
باقةً يعشقها القلب و يهواها النّظر
و بعدها نسبحُ _ رغم البردِ _ في بركةِ ماءٍ 
ملؤها القشّ و أوراق الشجر
*****
أفرحُ كالأطفال إن جاء المطر
ألعب كالأطفالِ في مَجامعِ المطر
أخلعُ نعلي ثم أمشي حافياً 
اركضُ في الحاراتِ كالمجنونِ
كي يغسلني و يبلّني ماء المطر
كأنني من قَدرٍ أفرُّ كي ألقى قدر 
و حين أجلسُ في جِوار المدفأة
مبللاً كمثلِ عصفور الشجر
أذكر سالف الأيام في قريتنا
أذكر دفءَ حضن أمّي في الصِّغر
و عندما تبكي عيون صغيرتي
أرى بعينيها السماءُ في الشتاء تنهمر
*****
يضحك و جه الأرض إن جاء الشتاء 
و تنتشي الأعشاب و الطيور و البشر
و تشرقُ الأزهار في جمالها
و تزّيّنُ الأشجار بالأوراق و الثمر 
ما أروع أن تجلسَ جنبَ النافذة 
تشاهدُ الأشجارَ و هي تميلُ 
مع و قع الرياح و المطر
ما أروعَ وجه الأرض إذ يعانق المطر
و ما أروع ريح ترابها يفوحُ كالعطر
ليت فصولُ العامِ كلّها شتاء
و ليت أيام السنين كلّها مطر

********* 
ما أروع الشتاء و الرياح و المطر
روحي أنا تهيمُ بالرياح و المطر 
غريبة قصة حبي للشتاء و المطر
اني أعيشُ الصيفَ و الخريفَ أنتظر
أن تظهرَ في كبد السماءِ غيمةٌ
تطفي الظما في داخلي و تنحسر
فعندما تهب ريحٌ في الربوع عاصفة
و أسمع الرعود فوقي في الفضاء قاصفة
و يلمع برقٌ والسماءُ تنهمر 
و الكلبُ يعوي خلف بابي و يهرّ
تجتاح قلبي مسحةٌ صوفيةٌ 
و تخشعُ نفسي و كياني يستقر

*****
حتى السّماء لاحظت كُثرَ جنوني بالمطر 
فإن أرادت يومَ أن تجلدني 
تقطعُ عني الغيمَ و الرياحَ و المطر 
و عندما يُقْبل تشرينُ و تظهرُ غيمةٌ 
يثور في نفسي حنينٌ صامتٌ
و تحيا بقلبي ذكرياتٌ و صُوَر
أذكرُ أيامَ الطفولةِ و الصبا
و كيف كنّا كالفَراشِ ننتشر
محمدٌ بالطين يبني بيتهُ 
بكلِّ عزمٍ واناةٍ و صبر
و خالدٌ في نشوةٍ متطوعاً 
يرفدهُ بالماء من احدى الحُفر
و أحمدٌ يأتيهمُ مداعباً 
يهدمُ كلّ ما بنوا و يعتذر
و خالدٌ يجمع ماء الساقية
في سدِّ طينٍ بعد حينٍ يندثر
و راشدٌ يجمع من زهر الربيعِ 
باقةً يعشقها القلب و يهواها النّظر
و بعدها نسبحُ _ رغم البردِ _ في بركةِ ماءٍ 
ملؤها القشّ و أوراق الشجر

*****
أفرحُ كالأطفال إن جاء المطر
ألعب كالأطفالِ في مَجامعِ المطر
أخلعُ نعلي ثم أمشي حافياً 
اركضُ في الحاراتِ كالمجنونِ
كي يغسلني و يبلّني ماء المطر
كأنني من قَدرٍ أفرُّ كي ألقى قدر 
و حين أجلسُ في جِوار المدفأة
مبللاً كمثلِ عصفور الشجر
أذكر سالف الأيام في قريتنا
أذكر دفءَ حضن أمّي في الصِّغر
و عندما تبكي عيون صغيرتي
أرى بعينيها السماءُ في الشتاء تنهمر

*****
يضحك و جه الأرض إن جاء الشتاء 
و تنتشي الأعشاب و الطيور و البشر
و تشرقُ الأزهار في جمالها
و تزّيّنُ الأشجار بالأوراق و الثمر 
ما أروع أن تجلسَ جنبَ النافذة 
تشاهدُ الأشجارَ و هي تميلُ 
مع و قع الرياح و المطر
ما أروعَ وجه الأرض إذ يعانق المطر
و ما أروع ريح ترابها يفوحُ كالعطر
ليت فصولُ العامِ كلّها شتاء
و ليت أيام السنين كلّها مطر






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق