أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 4 يناير 2016

ترسيم الحدود بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة


ترسيم الحدود بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة




في الأصل و منذ أن تنزل القرآن الكريم في ربوع هذه الأمة نجد أنها بدأت تتعامل مع كافة الأمور بكثير من الجدية و الواقعية و الإلتزام والوعي. ذلك أن الآيات الكريمات البينات حملت في طياتها أسلوب النظرة المحكمة السديدة للأمور فلا هي تدع المرء يشتط في تعاملاته و لا تدعه يغالي أو يبالغ في تعظيم و تضخيم العقل أو العاطفة؛ كما ولا تدعه يعيش أحلاما و أوهاما و أخيلة نرجسية و ترهات.
ـ
أيها الأحباب : 
مازلت في الحديث معكم حول المغالاة في سلوكنا إلى درجة جعلتنا نفقد توازننا و نحن ننشئ علاقاتنا حتى صرنا أضحوكةالعالم الذي نعيش فيه !! فما زال فينا من يدعي العقلنة وهو يمارس خلافها، و ما زال فينا من ينقلب على أصوله و جذوره الثقافية الراسخة التي يستمد منها معاييره الصحيحة! و دعواه في ذلك أنها غدت بالية !! و منا من ينادي بالتحرر من كل القيم النبيلة بدعوى أنها سر تخلفنا !! و منا من يمارس السادية و النرجسية و العهر النفسي بدعوى الحرية الشخصية !! و منا من استهواه الهوى و راح يعاقره و يمارسه عيانا دونما رادع من خلق أو وازع!! و منا من انقلب على كل العهود و المواثيق و القيم المجتمعية و الأخلاقية التي كنا عليها و انسلخ منها بدعوى الإنفتاح على العالم المتحضر !
ــ
هذه الحالات التي ذكرتها لكم و غيرها كثير !! إنما تعبر عن غلو و مبالغة في توظيف و إستثمار عواطفنا و في تسطير علاقاتنا في الوقت الذي طالب فيه القرآن الكريم أن يكون الناس على وعي تام بالذي يتوجب عليهم فعله في كل أمر من أمور حياتهم الخاصة أو العامة
ــ
أيها الأحباب: أنظروا و تمعنوا جيدا الآية الكريمة التي سأذكرها لكم و ما تحمله من دلالات عظيمة في الترفع عن السلوك العاطفي الأهوج الذي يشير إلى غباء صاحبه و كيف أنه يندفع في سلوكه بعواطف لا موجب لها !! و دونما تبرير سديد لما يقوم به من أعمال:
قال الله تعالى: ( و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) [النحل92]
فحال من يسلك سلوكا غير مسؤول و قد اندفع في سلوكه بدوافع لا مبرر لها 
حاله تشبه حال امرأة غزلت غزلها بإحكام ثم ما لبثت أن نقضت ذلك الغزل دونما مبرر لفعلتها تلك سوى أنها أهدرت جهدها و أرهقت نفسها !!
ــ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق